د . هاشم عبده هاشم
مهما أعطتك الحياة
ومهما وفرت لك من فرص سهلة
ومهما أغدقت عليك من نعم ومسرات
فإن عليك أن تدرك
"أن دوام الحال من المحال"
وأن الحياة قد تعطيك اليوم ولكنها يمكن أن تتوقف عنك غداً
والعكس بالعكس
فالتعساء قد يتحولون إلى سعداء
والفقراء قد يصبحون أغنياء
وما كان مستحيلاً بالأمس قد يصبح ممكناً في الغد
وما كنت تتمناه ولا تحصل عليه في وقت من الأوقات ليس بعيداً أن يصبح متاحاً لك ومهيأ بين يديك
كل شيء وارد في هذه الحياة
وكل شيء متوقع
وكل صعب قد يصبح سهلاً
فقط
نحن بحاجة إلى أن نصبرإلى أن نعمل
ونحن بحاجة إلى أن لا نيأس أو نتوقف أو نتخاذل
فالحياة لا تأتي إلينا بالصدفة
ولا تستجيب لأهوائناوتطلعاتناوأحلامنا دون أن نبذل جهداًدون أن نتعب في المشوار ودون أن نضحي بشيءلنكسب أشياءً أخرى
والحياة لا تأتيناولكننا نحن الذين نذهب إليهانطاردهانقتنص فرصهانعاني كثيراً من أجل الحصول على ما نريدونتمنى ونرجو
والحياة – في النهاية - قد تعطينا "النعمة"وقد تودعنا "النقمة"قد تسعدنا وقد تشقينا
ونحن الأحياءأحد اثنين:
إنسان جاد ومكافح وصاحب إرادة وعطاء لا ينفد
وإنسان لا مبال وكسول ومعتمد على غيره وسلبي
فإذا أقبلت الحياة على الإنسان الثاني وأعرضت عن الأول فلا تستغرب ذلك
وإذا هي كافأت العاجز واللامبالي وغير المخلص والمتواني والكسلان والمنافق والمصفوق والتافه والأرعن فإن عليك أن تتقبل هذا بصدر رحب وأن تتمسك بالصبر ورباطة الجأش والإصرار على أن تبلغ أهدافك بصورة نظيفةوكريمةومحترمةفلا تتخلّ عن مبادئك وتنحرف بعيداً عن أخلاقياتك وتبتعد عن ثوابتك التي عشت حياتك متمسكاً بها
فاللص وإن استغنى
والمدمن وإن استزاد
والمنحرف وإن تطرَّف
والتافه وإن صعد إلى أعلى
والحقير وإن تمادى في حقاراته
والمنافق وإن بالغ في تملقه
والوضيع وإن تطاول عليك
فإن عليك أن لا تفقد ثقتك في نفسك وقدرتك على التصبُّر والاتزان وتأكد أنه لا يصح في النهاية إلا الصحيح
وتأكد أيضاً
أن الأشياء "الخاطئة" لا يمكن أن تستمر
وأن الحياة وإن ابتسمت لأولئك جميعاًفإنها لن تمضي بهم إلى النهاية
وإذا مضت معهم إلى ما هو أبعد من ذلك وأعطتهم فوق ما يستحقون بل وسرقت من فمك لقمة العيش ومن حياتك صحتك ومن إحساسك كل مشاعرك فلا تبتئس ولا تحزن ولا تتألم وعليك بنفسك ولا تلق بالاً لما حولك ومن حولك ولا تضع نفسك في مقارنات خاسرة مع غيرك فأنت أكبر من أن تضع نفسك في مصاف "المرتزقين"و"المتحذلقين و"المتسولين" و"المعتوهين"وإن علا شأنهم لبعض الوقت وإن تبسمت لهم الحياةوأعطتهم فوق ما يستحقون
ضمير مستر:
( الكبير يظل كبيراًحتى وإن ظلمته الحياة وقست عليه وتجاهلته)
ToO_CoOl6
لانحتاج لمسرح لنتعرف معنى العذاب فالحياة نفسها تمنحنا فرصا لاتحصى للتعرف عليه